الأربعاء، ٢ ديسمبر ٢٠٠٩

يزأرون زئير الاسود الجريحة....وما هم بأسود

أهينت كرامتنا وكان الهتاف ردنا ... كفاكم استخفافاً بمشاعرنا وحبنا لهذا الوطن. كفاكم مزايدة على مصر وعلينا
....
أخي المواطن ... لست مصرياً أكثر مني, لست طنياً أكثر مني, لست غاضباً أكثر مني, لست مهاناً أكثر مني , لست ثورياً أكثر مني ولذلك لا تزايد علي بهتافك وزعمك حب الوطن وحدك.
أخي المواطن اعذرني, فهذه رسالة ناعمة ...أعتذر لأن رغم تغير الزمان ... لم نتغير ولن نتغير ولن تتغير نظرتك إلى نعومتي, وستظل متحدياً صلابتي حتى يخر أحدنا صريعاً... وإن كنا قد تغيرنا فلا داعي للتفكير...فنحن جميعاً نتجرع كأس الخيبة, رغم انجازاتنا وتقدمنا بالنسبة للبعض فنحن لم نحقق الكثير. اقول ذلك لأن في مواقف مثل هذه المواقف ستسبقك ذلة لسانك إلى سؤال "وما ادراك أنت بكرة القدم؟"
فأقول لك
استعجب لمن خرجوا منكم مالئين شوارع المدنية بالهتاف والصراخ صابغين الأرض حمرة متوعدين الأخرين بالهزيمة النكراء... ويأتي الميعاد ونخسر ونُهزم ونُهان ... ثم قمنا بإعلان حدادنا على هزيمتنا كأننا فوجئنا بهزيمتنا ومهانتنا وبغض البعض لنا...فملأنا الارض زئيراً وهتافاً وبكاءاً كما الأطفال وكأن تنقصنا مهانة, رحنا نستزيد من ضعفنا ببكاء رجالنا...
أخي المواطن ألم تعلم أننا كنا نهان منذ زمن بعيد, ألم تعلم أن الجرح ليس بجديد, ألم تعلم أننا كنا نعاني وننزف آلام جرح الدعس على الكرامة ... ولم يدعسها الغريب فقط, بل جاءت من أشد الأقرباء الينا ...جاءت من من يتلحفون بسماء بلادك ويتمتعون بنفس سمرة بشرتك , ويجري في عروقهم دماء هي دماؤك. ولكن أين أنت وأين كنت؟ لا أحد يدري!
تركت كل مجالات التميز والنجاح ودوماً انت لاهث وراء أحلام غير منطقي انت في طرق تحقيقها ... ليس من حق أحد ان يلومك على هذا وإنما أين أنت من واجباتك كمواطن؟ أين حماسك الخلاب هذا الذي نراه هادماً لكل ذل من شدة إرادتك. أنا لا أقلل من ألمك ولا أسرق منك شعورك بالمهانة ولكن الغريب أن على مدار السنوات الماضية لم يستوقفك موقف ذل لأهل بلدك...كثرت المواقف وعمت الفوضى والمهانة ... ولم يغضبك سوى ما حدث من الجزائريين, تاركاً تاريخاً طويلاً من العذاب. أحترم غضبك واستنفارك لكرامتك ولكن عجبت من مواقفك ... وإن كنت شديد الوطنية هكذا وشغف الحب لوطنك هكذا ويداك تنفض التراب عن العلم مجدداً ...لماذا أنت غائباً طول الوقت؟
هل تعلم أن المصريين يهانون في كل شبر من الأرض...أين أنت من جلد المصريين في السعودية وإعدامهم في ليبيا وسوء معاملتهم في الكويت وطردهم من قطر وسوء حالهم في الأردن وغيرها....أين كنت عندما ضاع المئات في البحر من غرق العبارة ومات الألاف من صدامات القطارات والتحرش الجنسي ببنات بلدك؟ أين أنت من الفساد وضياع الحقوق وعدم احترام النظام؟ أين أنت من البطالة ورغبتك في ان تصبح بلادك أفضل البلاد؟ لماذا لم أعد أراك القدوة؟ لماذا لا أراك غاضباً في ضياع حقوقك؟ لماذا لا أراك تبكي من موت إخوانك المصريين وضياعهم هباءاً ولم أراك مُستنفراً وشاحذاً قواك من أجل الإصلاح؟ لماذا لا أراك صادقاً ودافئاً وعالياً
أخي المواطن ارجو منك ان تعد الى وطنك عودة حقيقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق